إذا دققت النظر ستجد دائماً لكل شعب .. ولكل بلد .. ولكل قرية .. ولكل شارع .. ولكل عائلة .. حتى لكل أسرة ..في كل مكان في العالم .. بعض الأفكار .. أو القناعات اللي بتنتشر فيها .. حتى تصبح قانون .. أو عُرف .. بغض النظر عن الدستور .. والحكومات .. والرؤساء .. والقوانين ..
وأتحدث هنا عن بعض الثقافات اللي بتأثر في سلوكيات الناس ..
فتجد مثلاً: شعب يعشق العمل زي اليابانيين .. وشعب أخر يعشق المتعة بكل صورها زي الأمريكان .. وشعب يعشق الكورة زي البرازليين
واحنا هنا مش حنتكلم عن أي حد .. احنا حنتكلم عننا بس .. عن شعبنا .. عن دماغنا .. عننا احنا .. أنا وأنت .. وهو وهي!!
طيب إيه المشكلة ؟؟ .. المشكلة: إن هناك بعض ثقافات خاطئة -الغلط يعني- انتشرت بيننا .. واحنا لعلنا موافقين عليها .. أو شايفنها صح .. أو مش شايفنها خالص .. ولا واخدين بالنا منها خالص .. وهية غلط!! .. ممكن تكون عيب .. أو حرام .. أو مش عيب ولا حرام .. لكنها م الآخر غلط ..
وممكن تكون مجرد غلط بسيط .. ونشوفه ما يستهلش .. لكنه مهما كان يعتبر غلط .. وآثره علينا كبير .. وبيترتب عليه بعد كده بلاوي كتير
إيه اللى انا بقوله ده الكلام وسع منى أوى لدرجة إنى مش فاهم اللى انا قولته
يبقى لازم نوضح بمثال
تعالوا ناخد بعض المشاهد .. وخليكوا معايا للآخر .. وابقوا قولوا لي رأيكم
ثقافة الغلط .. في المرور
في أي بلد محترم .. كل سائق وكل راكب .. لازم يحترم قوانين المرور .. حفاظاً على سلامته .. وسلامة الآخرين .. وأرواحهم .. وحفاظاً على النظام .. وحفاظاً على الوقت .. والهدوء .. لذلك فإن كثير من هذه البلاد فرضت عقوبات شديدة على من يخالف قوانين المرور .. ومنها بلاد عربية ومتخلفة زينا .. وذلك لأنهم يعرفوا مدى خطورة انتهاك قوانين المرور .. وعلى المقابل تجد الناس تلتزم .. لتكون الصورة في النهاية لبلد محترم شوارعه منظمة .. والمرور فيه هادئ ..
لكن في مصر .. تشوف مشهد متكرر لـــ...:
* واحد واقف في الشارع بيشاور لميكروباص .. فيقف السواق في وسط الشارع .. ويوّقف الشارع كله .. وطبعاً هو شايف -الراكب والسواق- ده شئ عادي لأنه هو المستفيد اللي حيفوز بمقعد في الميكروباص عشان يروح مشواره ، وطبعاً السواق فرحان بالربع جنيه أجرة الراكب .. في حين لو كانت سيارته اللي واقفة ومتعطلة وراء الميكروباص ده كان زمانه بيدعي على السواق -الــ......- اللي واقف في نص الشارع .. ومعطل الدنيا (وربنا عالم باللى فى ضميرى )
* واحد عنده عربية ملاكي .. ومستعجل جداً .. وأخد قرار يمشي عكس الاتجاه .. ده شئ يعتبر عادي جداً .. بل إنه يعتبر ذكاء وشطارة .. لكن لو حضرته .. ماشي بعربيته ولقى واحد ماشي مخالف .. يبقى ( بني آدم .... ومبيفهمش)
* واحد عمال يلعب لعبة عسكر وحرامي على الكورنيش وبيجري م العربيات يمين وشمال .. ويتقدم خطوة .. ويرجع خطوة .. لحد ما يقدر يعدي الشارع .. وتجد على وجهه ابتسامة سعادة لأنه أنتصر وقدر يهرب م العربيات الشريرة .. في حين وجود في نفس المكان نفق لعبور المشاة .. لن يتعدي العبور من خلاله الدقائق المعدودة .. لكن الفهلوة والجدعنة تروح فين؟؟!!
* أتوبيس نقل عام بيقف في محطات عادي جداً .. وبين المحطات بيفتح ع الرابع برضه عادي جداً .. لكن اللي مش عادي إنك تلاقي ناس بتنزل منه .. وناس بتجري جنبه وهوووووب تنط فيه .. وناس بتقع .. وناس متشعلقة ع الباب .. كل ده وهو مش واقف في محطته .. لأ ده وهو فاتح ع الرابع
ملحوظة: فاكرين الكليب بتاع سامي يوسف اللي اسمه "حسبي ربي" كان بيصور أشهر المشاهد لكل بلد .. انجلترا وتركيا والهند ومصر .. فجاب إن أشهر مشهد في مصر وهو بيجري يلحق أتوبيس والأتوبيس ماشي ولما نزل من الأتوبيس نزل منه برضه وهو ماشي .. تفتكروا ده معناه إيه؟!!
النتيجة: 8000 روح بشرية تزهق على الأسفلت كل عام .. تموت بسبب كل البلاوي دي .. نتيجة أخطاء السواقين أو المشاة .. فوضي في معظم شوارع مصر .. تعطيل للمصالح .. كثير من العراك والخناق .. فوضى بكل معنى الكلمة
ثقافة الغلط .. في النظافة
مشهد متكرر لــــ ..... :
* واحد ربنا فتح عليه وكرمه من وسع وبياكل أي حاجة تيك أواي في الشارع .. طبعاً حياكل بالهنا والشفا .. ويخلص .. ويرمي والورقة .. فين؟؟ .. ها ... فين؟؟ .. في الشارع طبعاً ..
* واحد ماما بعتته يرمي كيس الزبالة -لامؤاخذة- أو مراته حكمت عليه يرمي الزبالة .. ماشي .. كويس مش دي المشكلة .. تلاقي الأستاذ شايل كيس الزبالة .. وبيتلفت يمين وشمال زي الحرامي .. وأول ما يلاقي محدش باصص .. والجو أمان .. هوووب .. يرمي الكيس في أي جنب .. ويكمل مشي .. ويعمل عبده الأهبل .. وتلاقي في نفس المكان اللي رمى فيه الناس كاتبة له ع الحيطة "ممنوع إلقاء القمامة .. اللهم أقطع يد من يرمي الزبالة هنا"!! ..( إرمى...إرمى ياإبن الغبيية ) !!
* واحد طلع محترم شوية وشال الكيس لحد صندوق أونيكس .. لكن لسه حيفتح صندوق الزبالة وإيده نضيفة .. ولسه غاسلها بالصابون أبو ريحة .. فيرمي الكيس جنب الصندوق .. وكده قشطة وعمل اللي عليه
* واحد عنده دكان فراخ .. أو عصير قصب .. ويحتكر صندوق الزبالة بتاع الشارع جوة الدكان كأنه اشتراه بفلوسه .. ويصبح حق التخلص من الزبالة مقتصر عليه فقط
* واحد بيحب واحدة .. واحدة بتحب واحد .. شلة بيحبوا بعض .. واحد ضحكت على واحد وخانته وسابته .. ذكريات عن أيام العذاب والزحف ع التراب .. قصص كتير .. حتلاقي أبطالها وأحداثها .. مكتوبة على الحيطان .. وكراسي الترام .. والبينشات في المدرجات .. وعلى سلالم الكلية .. وعلى القعدات اللي ع الكورنيش ..
والنتيجة: بلد شوارعها قذرة .. الزبالة مرمية في كل حتة ماعدا صناديق الزبالة .. حشرات .. أكوام زبالة .. .. برغم إن في دول عربية زينا .. وشوارعها نضيفة .. والبلد نضيفة .. لأنهم بيفرضوا غرامة على اللي يرمي ورقة في الأرض .. ولأنهم مش بيحبوا يسجلوا قصة حياتهم العظيمة على الحيطان ( اه هههههه هو إحنا هنجيبه من برة ....إحنا أحفاد الفراعنة )
مش النهاية
لن أكون كهؤلاء اللي بيشتموا في الشعب المصري .. ويرددوا: "الشعب المصري ده شعب ..." لكني أنا منه .. واحد عايش معاه .. بحبه .. وبحب بلدي أكتر من أي بلد .. ونفسي كلنا نتغير ونتحرك ونفوق .. ونبقى زي اللي كانوا زينا وبقوا حاجة تانية ..اتغيروا واتحركوا وفاقوا .. لن نلقي باللوم على حكومة .. ودولة .. ورئيس .. وحزب .. لأننا قادرين بفضل الله أن نغير كل شئ .. لنكون الأفضل