=
هنالك وللأسف نقص شديد في كل أنحاء العالم للتبرع بأعضاء تزرع للمرضى الذين
هم في حاجة ملحة إليها مما يحرم الألوف من استرجاع صحتهم وعافيتهم فيعيشون
تحت كابوس الموت المحتم أو على الآلات الصناعية التي تساعدهم ولو مؤقتاً
في البقاء على قيد الحياة ولو لفترة قصيرة لا تخلو من العذاب المرير والأمل في
الحصول على عضو من قريب أو متبرع حي أو حتى جثة تكون بالنسبة لهم هبة
مباركاً لحياة جديدة .
أخواني أخواتي ....
سمعنا كثيراً من القصص منها ما أسعدنا ومنها ما اقشعرت لها أبداننا ألماً وحزناً
ونتمنى للجميع الصحة والعافية ...
وسأروي لكم إحدى هذه القصص المؤثرة اقرؤوها وعيشوا مع أحداثها ...
علي شاب عمره بعمر الزهور خمسة عشر عاماً والده متوفي وهو يعيش مع أمه
وأخته التي تكبره سناً أهم ما كان يميز علي قلبه الطيب الحنون المعطاء فلم تحبه
أمه وأخته فقط بل أحبه الحي بأسرّه ... أخلاق علي عالية ... يساعد كل من يحتاج
إلى مساعدة أن كان كبيراً أو صغيراً .... نعم الكل أحبه وإن غاب عن الحي يوم
أو يومين يفتقدونه ... وذات يوم كان يلعب بالكرة مع أبناء الحي وعندما ركض
لجلب الكرة إذا بسيارة مسرعة تصدمه ... فصرخ الجميع من هول المفاجأة
وجاءت سيارة الإسعاف وكانت حالة علي يُرثى لها
أما أُمُّه كانت في حالة هسترية من الحزن والهلع على ابنها أما أخته فكانت متماسكة
أكثر من الأم ... وأخذت الأم تقبل ابنها في سيارة الإسعاف وهي تشق طريقها
للمستشفى ... وتدعو الله وتتضرع إليه ... فاقتربت أُخته منه حتى تُطمئن قلبها
أنه بخير ... ولكن ... للأسف شعرت أنه لن يكون بخير
فحالته خطرة جداً .. ولكن الأم المسكينة أصّرت أن ابنها بخير ... ودخلوا
المستشفى .. وبعد لحظات .. من الصمت ... مات علي ... الطيب الحنون
وفي نفس المستشفى كان طبيب في الثلاثينات من عمره يرقد بسريره منذ ثلاث أشهر
ويصارع الموت .. قد شحب وجه .. كما شحب وجه زوجته من حزنها عليه فكانت
دوماً تدعو الله يُيسر له قلب يُلائم جسمه الهزيل الذي هدهّ المرض .. وتُشجع ولديه
على الدعاء لوالدهم … فمن سوء حظ هذا الطبيب أن جسمه زرع فيه أكثر من قلب
إلى أنها … لم تُلائم جسمه فرفضها …
وفي هذه الأجواء الحزينة هنا وهناك خرج دكتور وقال للأم علي : هل تبرعت بقلب
علي رحمه الله لطبيب يصارع الموت .. صرخت .. أم علي ورفضت بشدة
كيف تسمح لهم بأخذ قلب لذة كبدها … ثم شرح لها الدكتور وضع المريض وعائلته
فلآن قلبها … ووقعت وسلمت أمرها لله
ولكن المفاجأة أن العملية هذه المرة نجحت فدق قلب علي رحمه الله في صدر
الطبيب .. واستعاد صحته ونشاطه .. والكل كان سعيداً بهذا الخبر
لأن هذا الطبيب مثالاً للأخلاق الحسنة طيب القلب معطاء يحب الخير لكل الناس …
وبعد أن أنهى فترة النقاهة بحث عن اسم المتبرع إلى أن استطاع أن يجمع بعض
المعلومات وكان غير متأكد ..
وقبل أن يعمل زيارة لأهل المتبرع أحب أن يتأكد فلربما حصل لبس أو خطأ …
فردت عليه أم علي .. فعرفها بنفسه وشكرها فلم تنطق بكلمة سوى البكاء
واستأذنها في زيارة رفضت وأغلقت السماعة … لكنه لم يستسلم
سأل عن عائلة أم علي وعرف أنها أسرة متواضعة واستدّل على عنوانها …
وبمساعدة أحد أصدقائه الذي بالصدفة كان يعرف علي رحمه الله
دلّه على بيت أم علي …. فقرع الجرس وعرّفهم بنفسه .. فأجهشت الأم بالبكاء
ورمت بنفسها على صدر الطبيب لتسمع دقات قلب ابنها وحينها فقط لأول مرة تحس
بالسعادة بعد وفاة .. وقالت لطبيب : الحمد لله ما زال قلب علي ينبض بداخلك
وأخبرته عن علي وطيبة قلبه ومحبته لناس .. وقالت : تأكد يا بني أن جسمك تقبّل
قلب علي لأنك إنسان طيب مثله فهنالك أمور كثيرة متشابه بينكما .. سبحان الله ..
فسكن قلبه بصدرك لأنه لم يحس بفارق بينكما
أما أخت علي أحست وكأن أخيها معهم ووضعت رأسها مراراً عل صدر الطبيب
لتسمع دقات قلب علي رحمه الله
وساعد الطبيب الأسرة وساندهم وعاشوا أصدقاء .
وبالخلاصة : فإن التبرع بعضو أو بقطعه من بعض الأعضاء من أشرف وأنبل
الحسنات التي قد يقوم بها إنسان تجاه شخص آخره وخصوصاً إذا ما وفق الأهل
على تلك الهبة الخيرة لمنح بعض الأعضاء من جثة أحد اقربائهم الذي توفي بسبب
حادث مثلاً لمريض يكون بحاجة ملحة لها لاسترجاع حياته الطبيعية
ولهم عند الله تعالى الأجر والرضى …
أما إذا ما قرر أي شخص بالتبرع بأحد أعضائه فعليه استدراك خطورة خطوته هذه
من الناحية الطبية واحتمال ولو نادراً حصول بعض المضاعفات من جراء تلك
العملية ويجب أن تكون دوافعه شريفة ونبيلة حسب الأصول الطبية والأخلاقية
وبعيداً عن أي استفادة مالية وعليه أن يكون مقتنعاً تماماً بالقدوم على هذه الخطوة
بدون أي ضغط أو إكراه من أي جهة كان .
(( فهبة الحياة )) من أسمى ما قد يقوم به أي إنسان .
وإليكم هذه الأسئلة لنتناقش بها سوياً :
· لو توقفت حياة شخص على تبرع عضو أمام عينيك فهل ستساعدهُ
وتتبرع أم تدعو له وتساعد بما تقدر عليه ؟؟
· لو كانت بين يديك جثة عزيز وطُلب منك التبرع بأعضائه أو عضو معين
لإنقاذ مَنْ يصارع الموت .. هل تتبرع أم ترفض ؟؟
· هل أنت مع النداءات المتواصلة محلياً ودولياً في وسائل الإعلام والمؤتمرات
والندوات الطبية التي تنادي بأهمية التبرع بالأعضاء والحث عليها ؟؟؟
· أي مجموعة تؤيد التبرع بالأعضاء من الأشخاص الأحياء أم التبرع
بالأعضاء من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم ؟؟
وأخيراً : ندعو لهؤلاء المرضى الذين يصارعون الموت والعذاب راجين من الله
سبحانه وتعالى أن يوفر لهم العضو المطلوب ويدفع أبناء الخير والشهامة بأن
يتكرموا عليهم بعضو ...
ولهم الأجر العظيم والثواب عند الله سبحانه وتعالى .
[/size][/size][/center]هنالك وللأسف نقص شديد في كل أنحاء العالم للتبرع بأعضاء تزرع للمرضى الذين
هم في حاجة ملحة إليها مما يحرم الألوف من استرجاع صحتهم وعافيتهم فيعيشون
تحت كابوس الموت المحتم أو على الآلات الصناعية التي تساعدهم ولو مؤقتاً
في البقاء على قيد الحياة ولو لفترة قصيرة لا تخلو من العذاب المرير والأمل في
الحصول على عضو من قريب أو متبرع حي أو حتى جثة تكون بالنسبة لهم هبة
مباركاً لحياة جديدة .
أخواني أخواتي ....
سمعنا كثيراً من القصص منها ما أسعدنا ومنها ما اقشعرت لها أبداننا ألماً وحزناً
ونتمنى للجميع الصحة والعافية ...
وسأروي لكم إحدى هذه القصص المؤثرة اقرؤوها وعيشوا مع أحداثها ...
علي شاب عمره بعمر الزهور خمسة عشر عاماً والده متوفي وهو يعيش مع أمه
وأخته التي تكبره سناً أهم ما كان يميز علي قلبه الطيب الحنون المعطاء فلم تحبه
أمه وأخته فقط بل أحبه الحي بأسرّه ... أخلاق علي عالية ... يساعد كل من يحتاج
إلى مساعدة أن كان كبيراً أو صغيراً .... نعم الكل أحبه وإن غاب عن الحي يوم
أو يومين يفتقدونه ... وذات يوم كان يلعب بالكرة مع أبناء الحي وعندما ركض
لجلب الكرة إذا بسيارة مسرعة تصدمه ... فصرخ الجميع من هول المفاجأة
وجاءت سيارة الإسعاف وكانت حالة علي يُرثى لها
أما أُمُّه كانت في حالة هسترية من الحزن والهلع على ابنها أما أخته فكانت متماسكة
أكثر من الأم ... وأخذت الأم تقبل ابنها في سيارة الإسعاف وهي تشق طريقها
للمستشفى ... وتدعو الله وتتضرع إليه ... فاقتربت أُخته منه حتى تُطمئن قلبها
أنه بخير ... ولكن ... للأسف شعرت أنه لن يكون بخير
فحالته خطرة جداً .. ولكن الأم المسكينة أصّرت أن ابنها بخير ... ودخلوا
المستشفى .. وبعد لحظات .. من الصمت ... مات علي ... الطيب الحنون
وفي نفس المستشفى كان طبيب في الثلاثينات من عمره يرقد بسريره منذ ثلاث أشهر
ويصارع الموت .. قد شحب وجه .. كما شحب وجه زوجته من حزنها عليه فكانت
دوماً تدعو الله يُيسر له قلب يُلائم جسمه الهزيل الذي هدهّ المرض .. وتُشجع ولديه
على الدعاء لوالدهم … فمن سوء حظ هذا الطبيب أن جسمه زرع فيه أكثر من قلب
إلى أنها … لم تُلائم جسمه فرفضها …
وفي هذه الأجواء الحزينة هنا وهناك خرج دكتور وقال للأم علي : هل تبرعت بقلب
علي رحمه الله لطبيب يصارع الموت .. صرخت .. أم علي ورفضت بشدة
كيف تسمح لهم بأخذ قلب لذة كبدها … ثم شرح لها الدكتور وضع المريض وعائلته
فلآن قلبها … ووقعت وسلمت أمرها لله
ولكن المفاجأة أن العملية هذه المرة نجحت فدق قلب علي رحمه الله في صدر
الطبيب .. واستعاد صحته ونشاطه .. والكل كان سعيداً بهذا الخبر
لأن هذا الطبيب مثالاً للأخلاق الحسنة طيب القلب معطاء يحب الخير لكل الناس …
وبعد أن أنهى فترة النقاهة بحث عن اسم المتبرع إلى أن استطاع أن يجمع بعض
المعلومات وكان غير متأكد ..
وقبل أن يعمل زيارة لأهل المتبرع أحب أن يتأكد فلربما حصل لبس أو خطأ …
فردت عليه أم علي .. فعرفها بنفسه وشكرها فلم تنطق بكلمة سوى البكاء
واستأذنها في زيارة رفضت وأغلقت السماعة … لكنه لم يستسلم
سأل عن عائلة أم علي وعرف أنها أسرة متواضعة واستدّل على عنوانها …
وبمساعدة أحد أصدقائه الذي بالصدفة كان يعرف علي رحمه الله
دلّه على بيت أم علي …. فقرع الجرس وعرّفهم بنفسه .. فأجهشت الأم بالبكاء
ورمت بنفسها على صدر الطبيب لتسمع دقات قلب ابنها وحينها فقط لأول مرة تحس
بالسعادة بعد وفاة .. وقالت لطبيب : الحمد لله ما زال قلب علي ينبض بداخلك
وأخبرته عن علي وطيبة قلبه ومحبته لناس .. وقالت : تأكد يا بني أن جسمك تقبّل
قلب علي لأنك إنسان طيب مثله فهنالك أمور كثيرة متشابه بينكما .. سبحان الله ..
فسكن قلبه بصدرك لأنه لم يحس بفارق بينكما
أما أخت علي أحست وكأن أخيها معهم ووضعت رأسها مراراً عل صدر الطبيب
لتسمع دقات قلب علي رحمه الله
وساعد الطبيب الأسرة وساندهم وعاشوا أصدقاء .
وبالخلاصة : فإن التبرع بعضو أو بقطعه من بعض الأعضاء من أشرف وأنبل
الحسنات التي قد يقوم بها إنسان تجاه شخص آخره وخصوصاً إذا ما وفق الأهل
على تلك الهبة الخيرة لمنح بعض الأعضاء من جثة أحد اقربائهم الذي توفي بسبب
حادث مثلاً لمريض يكون بحاجة ملحة لها لاسترجاع حياته الطبيعية
ولهم عند الله تعالى الأجر والرضى …
أما إذا ما قرر أي شخص بالتبرع بأحد أعضائه فعليه استدراك خطورة خطوته هذه
من الناحية الطبية واحتمال ولو نادراً حصول بعض المضاعفات من جراء تلك
العملية ويجب أن تكون دوافعه شريفة ونبيلة حسب الأصول الطبية والأخلاقية
وبعيداً عن أي استفادة مالية وعليه أن يكون مقتنعاً تماماً بالقدوم على هذه الخطوة
بدون أي ضغط أو إكراه من أي جهة كان .
(( فهبة الحياة )) من أسمى ما قد يقوم به أي إنسان .
وإليكم هذه الأسئلة لنتناقش بها سوياً :
· لو توقفت حياة شخص على تبرع عضو أمام عينيك فهل ستساعدهُ
وتتبرع أم تدعو له وتساعد بما تقدر عليه ؟؟
· لو كانت بين يديك جثة عزيز وطُلب منك التبرع بأعضائه أو عضو معين
لإنقاذ مَنْ يصارع الموت .. هل تتبرع أم ترفض ؟؟
· هل أنت مع النداءات المتواصلة محلياً ودولياً في وسائل الإعلام والمؤتمرات
والندوات الطبية التي تنادي بأهمية التبرع بالأعضاء والحث عليها ؟؟؟
· أي مجموعة تؤيد التبرع بالأعضاء من الأشخاص الأحياء أم التبرع
بالأعضاء من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم ؟؟
وأخيراً : ندعو لهؤلاء المرضى الذين يصارعون الموت والعذاب راجين من الله
سبحانه وتعالى أن يوفر لهم العضو المطلوب ويدفع أبناء الخير والشهامة بأن
يتكرموا عليهم بعضو ...
ولهم الأجر العظيم والثواب عند الله سبحانه وتعالى .